استحداثات عسكرية وانتهاكات بالجملة.. ما وراء تحركات الحوثيين في أرياف 4 محافظات يمنية؟
وسعت مليشيا الحوثي الإرهابية من انتهاكاتها بحق المواطنين، في الريف اليمني، خاصة أرياف محافظات (الحديدة والبيضاء وتعز وإب)، بالتزامن مع تحركات واستحدثات عسكرية للمليشيا المدعومة من إيران.
منصة "الهدهد" رصدت تلك الانتهاكات الحوثية بحق المدنيين في المحافظات الأربع، والتي سيرت الحملات العسكرية إليها، لتداهم المنازل وتقوم باختطاف العشرات من المواطنين، وإضافة إلى مصادرة ممتلكات وهدم منازل، وتهجير سكان.
الحديدة.. اعتداءات بالجملة
البداية من "الحديدة"، المحافظة الساحلية، حيث تعرضت قرى عدة في مديريات "الدريهمي وباجل وجبل رأس"، لاعتداءات حوثية متنوعة، وصلت إلى الاقتحام واختطاف مدنيين وهدم منازل، خلال أسبوع واحد، وفق مصادر محلية وحقوقية.
وأكدت المصادر، أن مليشيا الحوثي، اقتحمت، أمس الجمعة، قرية "دير حسن" في كيلو 16 بمديرية الدريهمي، بعشرات الأطقم العسكرية، ودمرت منازل واختطفت مدنيين.
وأشارت، أن عملية الاقتحام للقرية، شملت مداهمة عديد منازل، شاركت فيها مجندات حوثيات من الـ "زينيبات"، موضحة أنه تم اختطاف مواطنين، منهم "كبار سن ونساء وأطفال"، كما تعرضت بعض المنازل للهدم، باستخدام جرافات (شيولات).
وفي مديرية جبل رأس، جنوبي المحافظة، أقدمت المليشيا، خلال الساعات القليلة الماضية، على اختطاف عدد من مواطني مديرية "جبل رأس"، جنوبي المحافظة الحديدة،انتهاك جديد ضد المدنيين في مناطق سيطرتها.
المصادر أكدت أن من بين المختطفين، "مسن"، مشيرة إلى أن اختطاف المواطنين، جاء على خلفية رفضهم المشاركة في وقفة مسلحة دعت إليها الجماعة مؤخراً.
وفي 4 ديسمبر/ كانون الثاني، اقتحمت مجموعة من الحوثيين، قرية تقع في جوار ما يعرف بـ "باب الناقة"، وهو منحدر جبلي، يقع في مديرية باجل شمالي شرق محافظة الحديدة، على الطريق الرابط بينها والعاصمة صنعاء.
مصادر حقوقية أوضحت أن الحوثيين المقتحمين للقرية اعتدوا على السكان، بإطلاق النار بغرض تهجيرهم من أراضيهم، ما أسفر عن إصابة أحد المواطنين.
وبيّنت أن المجموعة المسلحة الحوثية، قدمت من محافظات أخرى مدّعية ملكية أراضٍ في المنطقة، فيما امتنع مشرفو الجماعة في المديرية من التدخل، واتخاذ اتخاذ أي إجراءات تحمي المواطنين، بل أنهم زجوا بأحد مشايخ القرية، في المعتقل.
البيضاء.. اعتقال العشرات
وفي محافظة البيضاء (وسط اليمن)، داهم الحوثيون، أمس السبت، منازل المواطنين في قرية "العراد" بمديرية الطفة، شمالي المحافظة، بعد أن سيرت إلى القرية حملة عسكرية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة مصحوبة بفرق نسائية.
وأكدت المصادر أن حملة الحوثيين، اختطفت 20 شخصاً من أبناء قبيلتي آل عبدالله وآل هشام بالمنطقة، في الوقت الذي واصلت فيه حصار المنطقة.
وجاءت الحملة بعد أيام من محاولة الثأر لمقتل شخصين من أبناء المنطقة، باستهداف موكب للقيادي الحوثي علي البهجي الرصاص المُعيّن من المليشيا قائداً للأمن المركزي بالبيضاء والمتهم ومرافقيه بقتل اثنين من أبناء المنطقة قبل أكثر من عامين.
تعز.. تهجير وإفراغ قرى
أما في محافظة تعز، (جنوب غرب البلاد)، أجبر الحوثيون في مديرية مقبنة، غربي المحافظة عشرات الأسر في منطقة بني عبدالله، بعزلة العشملة، على النزوح القسري من قراهم.
مصادر محلية قالت إن المليشيا، قامت بقطع الطرق الرئيسية لمنطقة بني عبدالله وفرض حصارٍ خانق على المنطقة، في حين أنها قامت في وقت سابق بعمل حواجز جدارية قطعت طريق الوصول إلى المنطقة ومنعت دخول سيارات النقل.
إب.. الاستيلاء على مركز سلفي
وفي محافظة إب (وسط اليمن)، لم يختلف الأمر تماماً، فقد سيطرت مليشيا الحوثي بالقوة على مسجد ومركز لتحفيظ القرآن الكريم، في منطقة خنوه بمديرية ذي السفال، جنوبي المحافظة.
وقالت مصادر محلية، إن المليشيا استولت بالقوة على مسجد للتيار السلفي، في منطقة "خنوه"، "بذي السفال"، حيث اقتحمت مركز التحفيظ والسكن التابع له وطردت الطلاب منه، مؤكدة أنها حولت المركز إلى غرفة عمليات لأنشطتها العسكرية والأمنية في المنطقة.
تحركات عسكرية
وتأتي تلك الانتهاكات، مع تحركات عسكرية مكثفة للحوثيين، خاصة في المناطق التي تقع على الحدود الإدارية بين محافظتي تعز وإب، وهو ما يشير إلى أن الجماعة تخطط للتصعيد العسكري.
عن تلك التحركات، أكدت مصادر عسكرية، أنها تمثلت بوصول تعزيزات للمليشيا إلى مواقع متقدمة، منها في مديرية مقبنة، كما أنها استحدثت مواقع عسكرية في مرتغعات جبلية بمديرية ذي السفال بمحافظة إب.
وأشارت إلى أن المليشيا كذلك استقدمت تعزيزات إلى مناطق هجدة والرمادة، والربيعي، والقطاعات الغربية والشمالية والشرقي من مدينة تعز، إضافة إلى جبهة حيفان، كما استحدثت معسكراً، في منطقة الدعيسة بمديرية التعزية.
والأسبوع الماضي، أفادت مصادر عسكرية، باستحداثات عسكرية للحوثيين في مديريتي السياني والسبرة بمحافظة إب، عبر حفر أنفاق وبناء مخازن سرية للأسلحة داخل المناطق السكنية.
وأشارت إلى أن المليشيا شقت طرقاً جبلية مرتبطة بهذه الاستحداثات، وفرضت انتشارًا واسعًا لنقاط التفتيش في مناطق أدمات وشمسان لربط المواقع الجديدة بممرات لوجستية.