طارق صالح.. من خدمة الحوثي إلى بيدق للانفصال 

2025-12-06 19:48 الهدهد - خاص
طارق صالح
طارق صالح

في حديث مصور، ظهر عضو مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، والذي رقّى نفسه مؤخراً إلى رتبة "فريق أول"، مهاجماً القوى السياسية، وعلى وجه الخصوص، حزب الإصلاح، والذي ربطه بالحوثيين، وأنهم سعوا معاً إلى "محو" المؤتمر الشعبي العام، وأسرة صالح من الخارطة السياسية.

حديث طارق صالح، والذي كان أمام تجمع نسوي، لعدد من عضوات "المؤتمر"، ينم على أنه ما زال حبيس الماضي، ورهين الأحقاد، وهو ما يشير كذلك إلى تعقيدات يعيشها المشهد اليمني، الذي يبدو أنه دخل مرحلة جديدة من الصراع وتصفية الحسابات على حساب اليمنيين.

ففي المقطع الذي اطلعت عليه "الهدهد"، خاطب عضو مجلس القيادة الحاضرات من "المؤتمر"، إن قوى سياسية سعت إلى "محو"، حزب المؤتمر، ومحو أسرة صالح، مشيراً إلى أن تلك القوى هم الإخوان "الإصلاح"، ومليشيا الحوثي.

عن ما يريده "صالح"، من وراء ذلك، وفق محللين، فإنه متسق مع أجندة الإمارات في اليمن، حيث وهي الداعمة له، وتسعى إلى تنفيذ ما فشلت فيه سابقاً وهو إضعاف حزب الإصلاح والحكومة الشرعية بشكل عام، تمهيداً لتمكين طارق صالح، وتصديره، مقابل ذراعها الآخر جنوباً والمتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

ومع تحرك الموجة شرقاً، إثر سيطرة الانتقالي على حضرموت، والتي وقف معها إعلام الساحل الغربي، إضافة إلى ما قاله هو نفسه، كل ذلك يحمل قراءات، أنه يسعى إلى أن يكون حزب المؤتمر في صفه، لا المنضمين فقط في مكتبه السياسي، فلجأ إلى لغة الاستعطاف، والتذكير بثورة 2011، والتقليل من شأن تحالفهم السابق مع الحوثيين، وهو التحالف الذي انتهى بمقتل عمه، وفراره هو.

كما أنه يأتي في سياق التحضير لتصعيد آخر، قد يتبناه في محافظة تعز، التي يسيطر على الجزء الساحلي منها وحوله إلى "قطاع عسكري"، منفصل كلياً عن باقي المحافظة، في ظل تحضيرات "ناعمة"، سابقة، تملثت بتنفيذ مشاريع خدمية بأموال إماراتية.

علاوة على ذلك، كما يرى متابعون أن بث ما قاله طارق صالح على قناة الجمهورية، كان مقصوداً ومتزامناً مع ما يحصل جنوباً، فهو يريد من سلطات تعز الرضوخ له في الوقت الراهن، ولا يكون ذلك إلا بتحالف من نوع ما مع حزب الإصلاح، حيث أراد تصوير نفسه أنه القوي، وأن من عارضه يوماً هو وأسرته في موقع الضعف، في الإشارة إلى المستجدات الأخيرة.

ويشار أن طارق صالح، انضم إلى القوى المناهضة للحوثيين في العام 2018، بعد أشهر من هروبه من صنعاء عند مقتل عمه، بعد سنوات من التحالف مع الجماعة المدعومة من إيران، وهو التحالف الذي عمل على تعزيز الانقسام السياسي والمجتمعي، وانتج الحرب المستمرة حتى اليوم.