باحث كويتي: الاجتماع الثلاثي السعودي–الإيراني–الصيني يضع حدًا لمحاولات تقسيم اليمن
رأى الكاتب والباحث الكويتي في الشؤون السياسية والدولية عبدالله خالد الغانم أن الاجتماع الثلاثي الذي عُقد اليوم الثلاثاء في طهران بين السعودية وإيران وبرعاية صينية، يشكل تحولًا محوريًا في منهج إدارة الملف اليمني، ويمهّد لمرحلة تُقيد المبادرات الأحادية لصالح مقاربة دولية أكثر انضباطًا.
وكانت الدول الثلاث قد شددت في بيان مشترك على ضرورة حل سياسي شامل في اليمن يستند إلى المبادئ الدولية وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وأوضح الغانم، في منشور على منصة إكس، أن اللقاء أعاد رسم خريطة القوى المؤثرة في القرار اليمني، إذ لم يعد الأمر بيد الفاعلين المحليين فقط، سواء الحوثيين أو المجلس الانتقالي أو غيرهما، بل انتقل إلى ما وصفه بـ "مجلس الهلال الثلاثي" الذي يضم الرياض وطهران وبكين بوصفهم القادرين على ضبط التوازنات وإدارة المسار السياسي.
وأضاف أن الإجماع الثلاثي على الحل وفق الشرعية الدولية يغلق الباب أمام “المضاربات الجغرافية”، سواء عبر محاولات فرض التقسيم من طرف واحد أو تحويل محافظات كحضرموت والمهرة إلى ساحات نفوذ متنافسة، معتبرًا ذلك “تأميمًا سياسيًا لتعريف اليمن”.
وفي ما يتعلق بالمجلس الانتقالي، أكد الغانم أن الاجتماع حدّد سقف دوره ومجاله السياسي، بحيث يبقى موقعه القانوني مرتبطًا بالأمم المتحدة، وتأثيره الإقليمي متصلًا بالرياض، بينما تتقلص هوامشه السياسية خارج الإطار الثلاثي. ونبّه إلى أن أي توسع أحادي سيُنظر إليه كخروج عن الإجماع الدولي.
وأشار الباحث إلى أن دخول الصين على خط الملف اليمني جاء “من بوابة المركز لا من الهامش”، إذ تهدف بكين إلى تأمين الممرات البحرية واستقرار المنطقة، لا إلى دعم كيانات محلية “تفوق حجمها الحقيقي”.
واختتم الغانم بالقول إن اجتماع طهران يمثل "كشفًا جيوسياسيًا" يعيد تحديد وزن القوى المحلية في مقابل القوى الإقليمية الكبرى، ويؤسس لمرحلة تُصاغ فيها السياسات من أعلى، لا من الأطراف، ما يحدّ من قدرة أي طرف محلي على فرض مسارات منفردة.