الشيخ عمرو بن حبريش: من "خيمة العزاء" إلى "رأس الحربة".. ما مصيره بعد سقوط وادي حضرموت؟
لم يأتِ هذا الشاب من أروقة الأحزاب السياسية، ولا من ثكنات الكليات العسكرية، بل جاء من عمق الهضبة ومن صميم "المطارح" القبلية، ليتحول في غضون عقد من الزمن من "وريث للدم" إلى "مهندس للسياسة"، جامعاً في يده سلطة القبيلة (الحلف) وشرعية التوافق (الجامع) ونفوذ الدولة (السلطة المحلية).
النشأة والتكوين: سليل "الحموم" الأشدّاء
ينحدر عمرو بن حبريش من قبيلة "الحموم"، وهي واحدة من أشرس وأقوى الاتحادات القبلية في حضرموت، تسكن الهضبة والساحل وتعرف بتاريخها الطويل في مقاومة السلطات المركزية المتعاقبة التي حاولت تهميشها. نشأ عمرو في كنف عمه، الزعيم القبلي الكاريزمي سعد بن حبريش، مؤسس "حلف قبائل حضرموت". في تلك المدرسة القبلية الصارمة، تعلم عمرو "الحكمة والصمت"، وهي صفات ستلازمه لاحقاً. لم يكن حينها في واجهة المشهد، بل كان الظل الهادئ لعمه، يراقب كيف تُدار التحالفات وكيف تُحل النزاعات، مُتشرباً أعراف "السليف" القبلي التي ستصبح لاحقاً ذخيرته الحية في معارك السياسة.