حصري لمنصة الهدهد: العليمي ينقل فريقه بالكامل للرياض ويحرق وثائق سرية قبل مغادرته عدن

كشفت مصادر خاصة لـ"الهدهد" تفاصيل مغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، مدينة عدن يوم الجمعة متوجهًا إلى السعودية، بعد ساعات من سيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعومة إماراتيًا على محافظتي حضرموت والمهرة دون أي مقاومة تُذكر، في مشهد يذكر بتسليم العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى للحوثيين عام 2014.

وأفادت المصادر بأن العليمي غادر القصر الرئاسي في المعاشيق مصطحبًا كامل فريقه، وأوعز بإفراغ مكتبه بالكامل، حيث قام موظفوه بإحراق المستندات والملفات الحساسة، وسحب السلاح والسيارات التابعة للرئاسة وإخراجها من محيط القصر قبل مغادرته.

ولا يزال غير واضح ما إذا كانت مغادرة العليمي جاءت بناءً على طلب سعودي أم ضغط من الانتقالي، كما لم يتضح ما إذا كانت خطوة تمهد لنهاية مسيرته السياسية أم مقدمة لتسوية إقليمية محتملة تشمل الحوثيين.

وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، التي قالت إن زيارة العليمي إلى الرياض تهدف إلى "مشاورات مع الفاعلين الإقليميين والدوليين بشأن المستجدات، وفي مقدمتها التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية"، ونقلت الوكالة عن العليمي تأكيده التزام المجلس والحكومة بمسار الشراكة الوطنية واستكمال مهام المرحلة الانتقالية وفق مرجعياتها، وعلى رأسها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض.

وخلال الأيام الماضية، التزم العليمي وأعضاء المجلس ــ باستثناء القيادات المحسوبة على الانتقالي مثل الزبيدي والمحرمي والبحسني ــ الصمت تجاه توسع مليشيات الانتقالي في مدن حضرموت ومؤسسات الدولة، مما دفع مراقبين ونشطاء لوصف المشهد بأنه نسخة حديثة لما حدث في 2014 حين انهارت مؤسسات الدولة دون مقاومة تُذكر.

يُذكر أن رشاد العليمي تولى رئاسة المجلس في أبريل 2022 بعد إعلان نقل السلطة من الرئيس عبدربه منصور هادي، في خطوة وصفت حينها بالانتقال المنظم للصلاحيات، قبل أن تظهر اليوم ملامح مرحلة أكثر تعقيدًا في المشهد السياسي اليمني.