من الصين إلى تركيا وروسيا وإيران.. كيف اختلفت في تغطية أحداث حضرموت؟

2025-12-07 12:13 الهدهد/ خاص
من الصين إلى تركيا وروسيا وإيران.. كيف اختلفت في تغطية أحداث حضرموت؟

أظهرت تغطية وسائل إعلام عربية ودولية رصدتها "منصة الهدهد" تبايناً لافتاً في تغطية الأحداث في حضرموت عقب سيطرة ميليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، وتحديد الأطراف الفاعلة فيها.

ففي عدد من المنصات الإخبارية المموّلة من الإمارات، أبرزها سكاي نيوز، جرى تصوير الأزمة بوصفها توتراً سياسياً بين المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة، وحلف قبائل حضرموت الذي وُصف بأنه كيان “مسلّح” ينادي بحكم ذاتي للمحافظة من جهة أخرى، وهو ما أعطى الحلف طابعاً عسكرياً أكثر منه اجتماعياً أو سياسياً.

وقد استقرت هذه التغطيات على نقل سردية الانتقالي بتفاصيلها، مع إبراز دوره بوصفه الطرف الأكثر تنظيماً ونفوذاً في ساحل حضرموت، وتقديم تحركاته باعتبارها جزءاً من ترتيبات أمنية جديدة داخل المحافظة.

وفي المقابل، ركّزت وسائل إعلام سعودية على تطورات حضرموت من زاوية مختلفة، إذ تناولت قناة العربية تصاعد التوترات بوصفه نتيجة دخول قوات من خارج المحافظة إلى مواقع سيادية كانت تديرها قوات محلية، مشيرة إلى أن حلف القبائل تحرك للسيطرة على منشآت نفطية بدافع حماية الثروة المحلية، من دون تصويره كقوة متمردة أو خارجة عن المنظومة القبلية.

وبدت التغطية السعودية أقرب إلى قراءة تعتبر حضرموت جزءاً من منظومة الدولة اليمنية، وترفض أي ترتيبات ميدانية أحادية من أي طرف، بما يعكس توجهاً سياسياً عاماً في الرياض تجاه المحافظة.

أما قناة الجزيرة التابعة لدولة قطر، فقد قدمت قراءة مغايرة تماماً، إذ وصفت قوات المجلس الانتقالي بأنها قوات انفصالية جاءت من خارج حضرموت، وقامت بالاستيلاء على مؤسسات حكومية وطرد قوات تتبع وزارة الدفاع اليمنية. وبموجب هذا السرد، بدت الأزمة كعملية تمرد على قوات الدولة الشرعية أكثر من كونها صراعاً محلياً على النفوذ، خصوصاً أن التقرير قدّم المنطقة العسكرية الأولى باعتبارها قوة رسمية واجهت عملية اقتحام منظمة من قبل قوات الانتقالي.

وعلى الضفة الأخرى، ظهرت تغطيات إعلامية إيرانية بلهجة مختلفة، إذ تجنبت قناة العالم الممولة من إيران، وصف قوات الانتقالي بأنها انفصالية، وتجاهلت الطبيعة غير الرسمية لقوات حلف القبائل، بينما شككت في شرعية قوات المنطقة العسكرية الأولى من خلال استخدام توصيف “ما يسمى”، وهو ما قدّم الصراع كاشتباك بين تشكيلات غير نظامية، متجاهلة البعد القانوني والعسكري للقوات التابعة لوزارة الدفاع.

ولم يكن المشهد الإعلامي موحداً في الساحات الدولية، فقد اتسمت تغطية وكالة الأناضول التابعة لتركيا، بقدر من الحياد في عرض الوقائع دون تبنّي أي سردية لطرف على حساب آخر، بينما بدت تغطية قناة روسيا اليوم مبتورة ومقتضبة، خالية من ذكر أدوار محورية لأطراف الصراع. وفي المقابل، أعادت وكالة سبوتنيك الروسية تقديم رواية تعتبر حلف القبائل قوة مسلحة متمردة، فيما تجاهلت مسألة دخول قوات الانتقالي من خارج المحافظة.

أما وكالة شينخوا الصينية فقد عرضت الأحداث بوصفها تحركاً عسكرياً من المجلس الانتقالي ضد الدولة اليمنية، مركّزة على انهيار مواقع تابعة للمنطقة العسكرية الأولى.

هذا التباين الحاد في التغطية الإعلامية، بين من يقدّم الانتقالي يرى الانتقالي قوة انفصالية تواجه قوات الدولة، وبين من يصوّر حلف حضرموت كجسم مسلح يسعى لفرض سلطته أو كفاعل محلي يدافع عن الثروة والهوية، يعكس حجم التعقيد في محافظة تعدّ الأكثر حساسية من حيث موقعها الجغرافي وثرواتها النفطية وقربها من الحدود السعودية.