عشال: الحوار فقط قادر على حل أزمات اليمن ولا شرعية بالقوة

2025-12-06 22:53 الهدهد/خاص:
البرلماني علي عشال
البرلماني علي عشال

 

أكد عضو مجلس النواب عن محافظة أبين، علي عشال، المنتمي سياسيًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، أن الحل لأي من المشكلات التي تواجه اليمن، شماله وجنوبه، لا يمكن أن يكون إلا من خلال حوار جاد ومسؤول. وأضاف أن هذا الحوار يجب أن يستند إلى عقل ناضج يدرك أن الشرعية لا تُنتزع بالقوة، وأن الدولة لا تُبنى على الترهيب أو الإقصاء.

جاء تصريح عشال في مقال نشره في فيسبوك في ظل تصاعد التطورات في الجنوب والشرق اليمني، حيث سيطرت ميليشيات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيًا على محافظتي حضرموت والمهرة في عملية وصفها بعض المراقبين بأنها أشبه بـ "السلام وتسليم" من قبل المجلس الرئاسي، الذي يشارك فيه المجلس الانتقالي بثلاثة ممثلين. وتأتي هذه الأحداث في سيناريو يعيد إلى الأذهان مَشهد تسليم العاصمة الصناعية للدولة للحوثيين في سبتمبر 2014. وسيطرة الانتقالي على الجنوب والشرق دفعت رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى مغادرة مقر الرئاسة في عدن باتجاه السعودية، مما يثير تساؤلات واسعة حول مستقبل المجلس الرئاسي ومصير الدولة اليمنية.

وقال عشال إن التجارب المحلية والإقليمية أظهرت أن كل مشروع حاول تجاوز إرادة الناس انتهى بالفشل، مهما بدا قوياً أو مترسخاً. وأوضح أن السلاح قد يفرض واقعاً، لكنه لا يصنع قبولاً، ولا يصوغ عقداً اجتماعياً، ولا يمنح أصحابه شرعية تحميهم من موجات التاريخ حين تعود لتصحح مسارها.

وأضاف أن التطورات الحالية في الجنوب، ومحاولات فرض الرؤى بالقوة، تنساق خلف وهم خطير، مشيراً إلى أن هذه الخيارات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام وتعميق الجراح التي لم تلتئم بعد. وبيّن عشال أن المشكلات السياسية ليست أهدافًا عسكرية يمكن إسكاتها بإطلاق النار، بل هي احتياجات مجتمعية وطموحات إنسانية وتطلعات وطنية لا يمكن تجاوزها إلا بالاعتراف والاحترام والحوار.

وأشار إلى أن القضية الجنوبية ليست مناسبة لتحريك الدبابات ولا اختبارًا لسطوة البنادق، بل تمثل مدخلاً لبناء شراكة عادلة بين أبناء الوطن، وإعادة صياغة علاقة الدولة بالمجتمع على أسس تحمي الكرامة والحقوق. وحذر عشال من أن أي محاولة لفرض واقع بالقوة أو الالتفاف على تطلعات الجنوبيين ستنتج مزیدًا من الرفض والاحتقان، لأن الحل الحقيقي لا يولد إلا من طاولة يجلس حولها الجميع دون خوف أو وصاية.

وتابع قائلاً إن من يستقوي بالسلاح قد ينجح في فرض نفسه كأمر واقع، لكنه يظل عاجزًا عن اكتساب الشرعية التي تمنحها إرادة الناس، مشددًا على أن الدولة لا تقوم على الغلبة، بل على التوافق الوطني واحترام القانون والحقوق المتساوية. وأضاف أن أي مشروع يتجاهل هذه البديهيات، مهما بدا متماسكًا، سيكتشف في النهاية أنه بُني على شفير الهاوية وأسس على رمال متحركة.

وأكد أن اليمن اليوم أمام فرصة نادرة لإعادة قراءة واقعه وتجاوز الصراعات التي أنهكته، وأن القضية الجنوبية تمثل مفتاح المستقبل إذا تم التعامل معها بعقلانية ومسؤولية. ولفت إلى أن الحلول العادلة لا تُفرض، بل تُصاغ، وأنها لا تُنتجها البندقية، بل تكتبها عقول تؤمن بالحوار وتحترم إرادة الإنسان كأصل للشرعية.

وختم عشال بالتأكيد على أن الجنوب ليس مشكلة تُحل بالقوة، بل شريك يصنع مع الوطن مستقبلاً جديدًا، تنتجه إرادة أبنائه الحرة دون وصاية أو احتكار من أي قوة مغامرة، داعيًا إلى إدراك هذه الحقيقة للوصول إلى طريق أقصر وأكثر أمانًا وأقرب إلى الاستقرار المنتظر للجميع.