باسلمة: مغامرة الانتقالي بحضرموت غزوة نهب موارد وقد تكون نهاية مشروعه الذي يمثل تهديداً إقليمياً

2025-12-19 00:49 الهدهد/ متابعات خبرية:
بدر باسلمة
بدر باسلمة

قال مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الإدارة المحلية، ووزير النقل السابق، بدر باسلمة، إن التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة لم تعد قابلة للتسويق تحت شعارات “التحرير” أو “طرد القوات الدخيلة”، مؤكدًا أن ما يجري هو محاولة مكشوفة للاستيلاء على مقدرات الدولة وغزوة نهب، وليس مشروعًا لبنائها.

وأوضح باسلمة، في قراءة سياسية نشرها في حسابه في فيس بوك لما وصفه بـ“الاندفاع المحموم شرقًا”، أن هذه التحركات تكشف عن أزمة عميقة يعيشها مشروع المجلس الانتقالي، وتقوم على ثلاث حقائق رئيسية تفضح هشاشته وعجزه عن تقديم نموذج دولة حقيقي.

وأشار إلى أن الحقيقة الأولى تتمثل في السعي وراء الغنيمة لا الدولة، موضحًا أن توجه الانتقالي نحو حضرموت والمهرة لا تحكمه اعتبارات وطنية أو وحدة جنوبية، بل دافع اقتصادي بحت، في ظل قناعة قياداته بأن “الجنوب من دون حضرموت مشروع دولة مفلسة”. وأضاف أن محاولة السيطرة على منابع النفط والمنافذ السيادية ليست استراتيجية دولة، بل عقلية “فيد”، تهدف إلى تمويل آلة عسكرية عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها، لافتًا إلى أن الانتقالي بدأ بالفعل بالضغط لرفع إنتاج النفط وضخه للتخزين في خزانات مصافي عدن.

وفيما يتعلق بالحقيقة الثانية، حذر باسلمة من العبث بصاعق الأمن الإقليمي، مؤكدًا أن حضرموت والمهرة ليستا مجرد محافظتين، بل تمثلان عمقًا استراتيجيًا للأمن القومي لكل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. واعتبر أن نقل الفوضى إلى هذه المناطق، ومحاولة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح على حدود دول الجوار، يمثل “غباءً استراتيجيًا”، قد يحوّل المجلس الانتقالي من طرف محلي إلى عبء أمني إقليمي.

أما الحقيقة الثالثة، بحسب باسلمة، فتتجلى في الصدام بين عقلية الدولة وعقلية القرية، مشيرًا إلى أن الانتقالي يخطئ حين يحاول استنساخ تجربته في مناطق مثل الضالع ولحج وفرضها على حضرموت والمهرة. وأكد أن حضرموت مجتمع مدني وتجاري وعلمي، يرفض عسكرة الحياة ومنطق القوة، ولن ينظر إلى هذه القوات كقوات تحرير، بل كقوات وصاية تسعى لإعادة إنتاج مركزية جديدة من عدن بدل صنعاء.

وشدد باسلمة على أن تجاوز الخصوصية الحضرمية وتجاهل مكوناتها الاجتماعية والسياسية لن يؤدي إلا إلى مقاومة مجتمعية واسعة، موضحًا أن الانتقالي لا يواجه جيشًا نظاميًا يمكن كسره، بل يواجه هوية ومجتمعًا يرفض أن يُحكم بعقلية المليشيا.

وختم مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي تصريحه بالتأكيد على أن الإصرار على التمدد شرقًا لا يعكس قوة المجلس الانتقالي، بل يكشف عمق أزمته وفشله في تحقيق الاستقرار في عدن والمناطق الخاضعة لسيطرته، محذرًا من أن حضرموت، بتاريخها وثقلها وموقعها الإقليمي، أكبر من أن تُبتلع، وأن استمرار هذا النهج قد يجعل من الشرق نهاية لطموحات المشروع الانفصالي، لا بوابته.