سعياً للانفصال من بوابة تل أبيب.. لقاء لـ "الانتقالي" مع مسؤوليين إسرائيليين والصحافة العبرية تُبرز "الزبيدي"
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريراً موسعاً عن الأحداث الأخيرة في اليمن، مشيراً إلى لقاء سري جرى بين وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات ومسؤولين إسرائيليين.
الصحيفة، في التقرير الذي أعده مراسلها في الشرق الأوسط، قالت إن التقدّم الذي أحرزه الانتقالي في المحافظات الشرقية من اليمن، دفعه إلى البحث عن طرق لإنهاء الوحدة اليمنية التي تحققت عام 1990.
ووفق الصحفية، فإن مندوبي الانتقالي الجنوبي اليمني، التقوا مسؤولين إسرائيليين، وأكدوا لهم على أن مليشيا الحوثي، عدو مشترك.
ونقلت عن مصادر، لم تسمها، أن الانتقالي، يأمل في كسب تأييد الرئيس الأمريكي "ترامب"، الذي يرغب بضم المزيد من الدول إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، فيما أكد المجلس أن "دولة جنوب اليمن" ستعترف بإسرائيل بمجرد استقلالها.
وأشارت إلى أن مندوبين عن المجلس، التقوا أيضا بوفد ممثل عن مجلس الأمن الدولي حيث أكد الانفصاليون الجنوبيون أن اليمن لن يكون موحّدًا بعد الآن.
في المقابل اهتمت الصحافة العبرية بالأحداث الأخيرة في اليمن، حيث نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريراً أشارت فيه إلى سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي، على محافظتي حضرموت والمهرة في شرق اليمن.
الصحفية سلطت الضوء على عيدروس الزبيدي، كون قواته صارت تتحكم بحقول النفط، ما وسّع بشكل كبير القاعدة الجغرافية والاقتصادية لمشروعه الرامي إلى إقامة دولة مستقلة.
وذكرت أن قوات سعودية تتمركز في محافظة المهرة المتاخمة لسلطنة عمان، إلا أن مهمتها تقتصر على حماية المنشآت النفطية وخط أنابيب النفط الرابط بين اليمن وسلطنة عمان، وأن هذه القوات ليست موجودة لمواجهة قوات الزبيدي.
الصحيفة العبرية، ركزت على أن الصراع في اليمن لا يقتصر على كونه نزاعًا سياسيًا داخليًا، بل إن التنافس بين الحكومة المعترف بها والمجلس الانتقالي الجنوبي يُغذّي التوتر بين الرياض وأبوظبي، نتيجة اختلاف رؤيتهما لمستقبل اليمن.
وأشارت إلى أن السعودية تسعى إلى الحفاظ على وحدة اليمن ودمج الحوثيين ضمن الحكومة، بما ينهي التهديد الذي يشكله الحوثيون على السعودية وعلى الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وقالت إن الإمارات تتبنى رؤية استراتيجية مختلفة، تقوم على تقسيم اليمن إلى دولتين أو ثلاث دول، تشمل جنوب اليمن ووسط اليمن والمنطقة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بما يمنحها نفوذًا وسيطرة على حقول النفط والموانئ الاستراتيجية، وفي مقدمتها ميناء عدن.
وأوضحت أن استيلاء الزبيدي على حضرموت والمهرة يُعد مكمّلًا لاستيلائه السابق على أرخبيل سقطرى، حيث أقامت الإمارات قواعد عسكرية هناك، وتشير تقارير أجنبية إلى وجود قاعدة أو أكثر ذات صلة بإسرائيل.
ولفتت إلى أنه منذ أن جدّدت أبوظبي علاقاتها مع إيران عام 2022، تراجع اهتمامها بالحرب ضد الحوثيين، وأسقطتهم من أولوياتها، تاركة مهمة التعامل معهم للسعودية، مع الاكتفاء بتمنّي التوفيق للرياض.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، ومع بداية تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، ورداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أفادت قناة كان 11 العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، أن الانفصاليين في جنوب اليمن، الذين يقودهم عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، أبدوا استعدادهم "للتعاون مع إسرائيل في وجه تهديد الحوثيين".
القناة العبرية قالت إن "الانفصاليين أبدوا استعداداً مفاجئاً للتعاون مع إسرائيل". وذكرت أنّ "زعيم الانفصاليين الجنوبيين باليمن عيدروس الزُبيدي أجرى العديد من الاتصالات والمناقشات مع مسؤولين محليين ومسؤولين في الإمارات بالإضافة إلى مسؤولين أميركيين للتباحث في التعامل مع التصعيد الحوثي المدعوم من قبل إيران".
وسبق أن أبدى الزبيدي في عام 2021 في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" استعداد المجلس الانتقالي للتطبيع مع إسرائيل في حال استعادة دولتهم الشطرية المفترضة، جنوبي البلاد.