العليمي يحلم بصوت الحكمة داخل الانتقالي بينما الأخير يسير نحو الانفصال

2025-12-21 21:26 الهدهد/خاص:
رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي
رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي

اكتفى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، على لسان مصدر مسؤول في مكتبه، لم يُذكر اسمه، بالقول إنه يتابع باهتمام ما تم تداوله مؤخرًا من بيانات وتصريحات صادرة عن عدد من المسؤولين والوزراء التنفيذيين، والتي حملت مواقف سياسية لا تدخل ضمن مهامهم الوظيفية، ولا تتوافق مع الإطارات الدستورية والقانونية للمرحلة الانتقالية، ولا مع طبيعة عمل مؤسسات الدولة، في إشارة إلى بيانات المسؤولين والوزراء المنتمين للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والتي أعلنوا من خلالها دعمهم لمشروع الانفصال.

وأضاف المصدر، الذي نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" تصريحاته، أن العليمي وجه الحكومة والجهات المختصة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بحق أي ممارسات أو تجاوزات تمس وحدة القرار السياسي، أو تسعى لفرض سياسات خارج الأطر الدستورية ومرجعيات المرحلة الانتقالية، مؤكدًا ضرورة العمل على حماية المركز القانوني للدولة، وصون وحدة مؤسساتها، وعدم الإضرار بمصالح المواطنين.

ورغم تصريحات المصدر، لم يُشر بأي شكل إلى الوحدة الوطنية التي يقوّضها المجلس الانتقالي الجنوبي بسعيه للانفصال، وكأنه مجرد ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي يتابع ما يجري وليس بمثابة الرئيس المعترف به دولياً.

كما بدا المصدر حريصًا على الإبقاء على صورة مجلس القيادة والمرجعيات التي جاء من خلالها، وتحديدًا اتفاق مشاورات الرياض في أبريل 2022، متجاهلًا الخطوات العملية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي، ومنها تعيين قيادات من المجلس في إدارة الوزارات والمؤسسات الحكومية، والتي تستلزم إصدار قرارات لإعفاء هؤلاء المسؤولين من مناصبهم على خلفية هذه المخالفات، بما يتيح نزع الصفة الرسمية التي يحتمون تحتها. وبات خطاب المصدر كما لو كان منفصلًا عن الواقع الفعلي الذي تعيشه البلاد.

ويشير الواقع الميداني إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيطر فعليًا على المحافظات الجنوبية والشرقية، وبدأ يمارس المهام التي يفترض أن يقوم بها مجلس القيادة الرئاسي، الذي أصبح شكليًا مجرد واجهة، بينما يظل المصدر المسؤول يتحدث عن توجيهات رئاسية للمسؤولين التنفيذيين بالعمل وفق قرارات المجلس، متجاهلًا فقدان المجلس للسيطرة الفعلية على هذه المناطق.

كما لا يزال رئيس مجلس القيادة الرئاسي معولًا على صوت الحكمة داخل المجلس الانتقالي للتراجع عن خطواته، بينما يردّ مسؤولو الانتقالي بصوت واحد بأنهم ماضون في مشروعهم الانفصالي دون أي تراجع.