باحث سعودي: لن يسمح بفرض واقع جديد في اليمن والانفصال مجرد شعار إعلامي

2025-12-22 14:50 الهدهد - غرفة الأخبار
الباحث والمحلل السياسي السعودي "علي الخشيبان"
الباحث والمحلل السياسي السعودي "علي الخشيبان"

استبعد الباحث والمحلل السياسي السعودي "علي الخشيبان"، الإثنين، الانفصال في اليمن، مؤكداً أنه "فكرة" لن تتجاوز كونها إعادة لتعريف الفوضى.

وقال "الخشيبان"، في مقال رأي نشرته صحيفة "الرياض"، إنه "لن يتم السماح لفرض واقع جديد في اليمن لأن الخطورة الاستراتيجية كبيرة وأقل آثارها الجانبية هو تهديد دور الحكومة الشرعية والمسار السياسي لإنقاذ اليمن من الازمة التي يعاني منها".

واضاف في مقاله الذي جاء بعنوان "الانفصال.. خيار مستحيل جيوسياسيًا في اليمن"، أن التصور البسيط لفكرة الانفصال يتجاوز الحقائق القاسية، فليس الانفصال مجرد شعار إعلامي يمكن فرضه على الواقع.

وبرأيه، فإن الذين يفكرون بالانفصال أو من يدعمهم، لا يمكنهم توفير متطلبات المنطقة التي يرغبون في انفصالها، وهذا يعني أزمة صراع داخلي لن تكون هي النهاية الحالمة المتوقعة.

وقال: "لقد كشف المختبر الاستراتيجي للجزيرة العربية أن هناك الكثير من الأزمات والآثار الجانبية للحالة الانفصالية، ومنها تلك التي سوف تسمح بدخول قوى معادية للأمة العربية والإسلامية إلى خاصرة الجزيرة العربية، بجانب الفرص الكبرى لنشوء الاختلالات بين القوى الإقليمية وكذلك تصدعات مؤكدة في توازنات القوى في القرن الأفريقي.

وأضاف "إن العالم والمنطقة ليست مستعدة لقبول أي حدود جغرافية جديدة، والتجارب التي تحدثت عن نجاح انفصالها لا يمكن تسويقها في القضية اليمنية"، موضحاً أنه من المهم الفهم أن الحالة الجيوسياسية لليمن لا يمكنها التعامل مع هذه الأزمة التي تحدث في فضاء دولة تعاني من سيطرة الحوثي ومن صراع لا يتوقف بين عناصر لا يمكنها الاستجابة لمجرد الرغبة في تحقيق ما هو أبعد من فكرة استقرار اليمن واخراج الحوثي منه.

وأكد أن المنظور الجيوسياسي ليس سهل التغيير في اليمن، فالصورة الجيوسياسية مرتبطة بالمنطقة بأكملها وخاصة الدولة الأكبر في المنطقة المملكة العربية السعودية".

وبرأي "الخشيبان"، فإن الفكرة الانفصالية لها دوافع معلنة، وأخرى صامتة ولا يستطيع كشفها سوى تمريرها عبر جهاز كشف الأخطار الاستراتيجية، هذا الجهاز يقول إن المخاطر الاستراتيجية واضحة في هذه الأفكار.

وقال: "ورغم ذلك فإن التصريحات السعودية أكدت وفي أكثر من موقف "أن قضية الجنوب هي قضية عادلة لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها، فهي موجودة في مخرجات الحوار الوطني، وموجودة في أي تسوية سياسية قادمة ضمن الحل السياسي الذي تدعو له وتبذل فيه الجهود لإحلال السلام الشامل في اليمن".

وذكر أن التكتيكات على الأرض ومحاولة الخروج من الضغوطات السياسية ومحاولة إكساب المساحات الجغرافية من قبل الراغبين في الانفصال كلها لن تكون ممراً سهلاً لتحقيق فكرة الانفصال".

وأشار إلى أن الحقيقة التي لا تتداول إعلامياً تؤكد أن هناك رفضاً دولياً لهذا الطرح الخطير على المنطقة بشكل كبير، فالحالة السياسية في اليمن تخضع لتصورات إقليمية ودولية رسمت منذ سنوات طرق الحل المناسبة لهذه الأزمة.

وقال: "لذلك فإن أي خروج أبعد من هذا السيناريو سيكون مخاطرة مباشرة تنعكس على تثبيت تلك الحلول ومحاولة الوصول إلى يمن موحد ومستقر".

وأضاف"كما أن الحقيقة المطلقة تقول إن الأرض في اليمن لا تتجه نحو خيارات غير موثوقة، فالقوى المتعددة على الأرض أصبحت تدرك بوعي تناثر الأهداف ومن منها أتى من الداخل ومن منها أصبح عابراً للحدود".

وأردف: "الصورة الواضحة تؤكد أن فكرة الانفصال هي فكرة محاطة بالمخاطر ليس على اليمن بل على كل المنطقة، وبالعودة إلى المختبر الاستراتيجي للجزيرة العربية فقد أثبتت التحليلات السياسية أن الاحتكام للخيار العسكري في الانفصال تهديد أبعد مما يتم تصويره على الواقع".

المحلل السياسي السعودي "علي الخشيبان"، تطرق في مقاله إلى جهود المملكة مشيراً إلى أنه "مكثفة وجادة"، وقال: "إن تثبيت دور الحكومة الشرعية وحماية الفضاء الاستراتيجي السعودي ووحدة اليمن كلها خيارات ثابتة لا يمكن نسفها.

ولفت إلى أنه يمكن الحوار في داخلها من خلال استيعاب مباشر للقوى المتعددة بكل أطيافها وأبعادها دون تمييز، وحفظ الحقوق في إطار سياسي متوازن يؤمن أن كل قضية جانبية في اليمن هي قضية عادلة يمكن حلها في إطار شامل يهم اليمن الكبير وليس عبر الانشقاق وتوسيع الأزمة الجانبية.