الراشد يفتح النار: الانتقالي نسخة جنوبية من مشروع الحوثي وخطر متصاعد على اليمن وجيرانه

2025-12-20 12:10 الهدهد/ خاص
الراشد يفتح النار: الانتقالي نسخة جنوبية من مشروع الحوثي وخطر متصاعد على اليمن وجيرانه

حذّر الإعلامي والمثقف السعودي، عبدالرحمن الراشد من تداعيات الخطوات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي، معتبرًا أن ما يقوم به لا يعدو كونه فتحًا لـ«عشّ الانفصاليين» والدخول في مغامرة سياسية معزولة عن حقائق الجغرافيا والتوازنات الإقليمية، وعلى رأسها الدور السعودي الحاسم في اليمن.

معتبرًا أن ممارساته الأخيرة تعكس تحوّله إلى مشروع فوضوي جديد، لا يختلف في جوهره عن تجربة الحوثيين، ويمثل خطرًا متزايدًا على اليمن وعلى جارتيه الإقليميتين.

وأكد الراشد في مقال له نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، أن السعودية تظل الدولة الوحيدة ذات التأثير الدائم في اليمن، موحدًا كان أم مجزأً، تليها سلطنة عُمان بحكم الجغرافيا والحدود، مشددًا على أن ما عدا ذلك لا يتجاوز كونه حضورًا مؤقتًا في الأزمات. ولفت إلى أن «الجغرافيا هي الحقيقة الوحيدة في السياسة»، وأن تجاهل هذه القاعدة قاد تاريخيًا إلى فشل مشاريع عديدة في اليمن، شمالًا وجنوبًا.

وأوضح أن القوى اليمنية، بما فيها المكونات الجنوبية، لا تستطيع إنجاح أي مشروع سياسي بمعزل عن الجارة الشمالية الكبرى، حتى وإن بدت ناجحة لفترة قصيرة، مستشهدًا بتجارب ممتدة منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم. واعتبر أن هذه الحتمية تنسف أوهام المشاريع الموازية التي تُدار بالقوة لا بالتوافق.

ولفت إلى أن المشكلة ليست في فكرة الانفصال بحد ذاتها، بل في قيادة الانتقالي نفسها التي تحولت إلى عبء كبير، مع تكرار الأزمات وافتعال الصدامات داخل الجنوب، ما يدفع حتى بعض الشركاء إلى إعادة تقييم دور القيادة الحالية بوصفها عقبة أمام أي توافق حقيقي.

وفيما يتعلق بالمجلس الانتقالي، أشار الراشد إلى أنه يتبنى مشروعًا لإحياء دولة الجنوب المستقلة، لكنه مشروع مشروط بقبول يمني جامع، وبتأييد سعودي صريح، وهما شرطان لم يحققهما حتى الآن. وبدون ذلك، يرى أن الانتقالي لن يستطيع المضي طويلًا، بل قد يفضي سلوكه إلى تدمير مفهوم «الرابطة الجنوبية» نفسها، عبر تفجير الخلافات داخل البيت الجنوبي.

وانتقد الراشد بشدة الأداء القيادي داخل المجلس الانتقالي، معتبرًا أن تكرار الأزمات قد يدفع شركاءه لاكتشاف أن المشكلة تكمن في القيادة لا في الفكرة، في تكرار لنماذج تاريخية أطاحت بقيادات أصبحت عقبة أمام التوافق، كما حدث في صنعاء عقب التصالح السعودي المصري عام 1967.

وتناول المقال ما وصفه بـ«العملية الاستعراضية» التي نفذها الانتقالي في حضرموت، مؤكدًا أنها لم تحقق مكاسب حقيقية، بل فتحت صراعات مع قوى جنوبية فاعلة، بما فيها المكونات الحضرمية، ووسّعت الشكوك حول طبيعة المشروع، بل عززت خطاب من يصفه بأنه مشروع فوضوي جديد يهدد اليمن وجواره.

كما شدد الراشد على أن الانتقالي، بوصفه طرفًا ممثلًا في المجلس الرئاسي، كان يفترض أن يعمل من داخل الإطار الشرعي، لا أن يتمرد عليه، باعتباره المسار القانوني الوحيد الذي قد يتيح نقاش أي ترتيبات سياسية مستقبلية، بما فيها مسألة الانفصال إن حان وقتها.

وختم بالقول إن بناء الدول لا يتم بالمدرعات، بل بالتوافق، وإن ما يحتاجه الانفصاليون اليوم هو إقناع الداخل والخارج بنموذج حكم قابل للحياة، يطمئن الجوار، ولا يستفز المكونات الجنوبية، محذرًا من أن الاستمرار في هذا النهج سيقود الانتقالي إلى عزلة أوسع وأزمات أعمق.