وحدة اليمن.. مواقف دولية داعمة تُحرج "الرئاسي" وتضع "طارق صالح" في خانة الانفصال

2025-12-22 19:12 الهدهد - خاص
مجلس القيادة الرئاسي
مجلس القيادة الرئاسي

في 4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بدأت تتكشف ملامح الأزمة المتصاعدة في اليمن، وأنها بدأت تمس وحدة البلاد، وسيادتها وسلامة أراضيها، وذلك بعد اجتياح مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، لمحافظتي حضرموت والمهرة (شرقي اليمن)، والتي يقودها عيدروس الزبيدي وهو العضو في مجلس القيادة الرئاسي نفسه الذي يعد أعلى سلطة في البلاد.

وعلى وقع الأزمة، غادر في هذا اليوم، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مدينة عدن، ليدلي بأول تصريح، تكشفت فيه ما يدور في جنوبي اليمن، ومساعي الانتقالي الجنوبي إلى الانفصال، إلا إن العليمي لم يصف ما حدث ويحدث صراحة، بأنه يهدد وحدة اليمن، بل اكتفى بوصف الأمر، بـ "إجراءات أحادية".

ورأى العليمي في ما أقدم عليه "الزبيدي" ومجلسه، فقط، بأنه ينازع "الحكومة" والسلطات المحلية صلاحياتها الحصرية، كما يضر بالأمن والاستقرار، وتعميق المعاناة الانسانية، أو تقويض فرص التعافي الاقتصادي، والثقة المتنامية مع المجتمع الدولي.

العليمي، أشار إلى أن الأولوية في هذه المرحلة، هي معركة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية، وتنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية، محذراً من أن أي انشغال بصراعات جانبية، لا يخدم سوى المشروع الإيراني، وأدواته التخريبية، ومضاعفة معاناة اليمنيين.

وبهذه السردية في توصيف المشهد، ظل رشاد العليمي، في أنشطته طيلة الشهر، كما هو عند بقية أعضاء المجلس المتبقين وهم "سلطان العرادة، وعثمان مجلي، وعبدالله العليمي" كون "أبو زرعة المحرمي وفرج البحسني"، من قيادات المجلس الانتقالي، أما طارق صالح وهو الثامن في قوام "الرئاسي" اليمني، فقد ذهب بعيداً وسارع في مباركة خطوات الزبيدي الساعية للانفصال.

وعلى عكس من ذلك، بدت مواقف الدول الكبرى وسفرائها لدى اليمن، أكثر شجاعة، وفضحت مواقف "الرئاسي" الرمادية، فمنذ مطلع ديسمبر، ودول الولايات المتحدة وبرطانيا وفرنسا ومعهم ألمانيا تؤكد موقفها الثابت مع وحدة اليمن وسلامة أراضيه، في حين أن مسؤولي اليمن لم يشيروا إلى الوحدة اليمنية والمخاطر المحدقة بها.

منصة الهدهد، رصدت في هذا الصدد، "بيانين" منفصلين لسفارتي واشنطن ولندن، إلا إنهما متزامنان في يوم واحد، أكدت فيهما الدولتان، التزامهما الثابت بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وأمن اليمن واستقراره، على ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها المحافظات الشرقية.

كما رصدت 11 لقاءً واتصالاً بين سفراء الدول العظمى مع رئيس وأعضاء الرئاسي، أكد السفراء فيها اهتمام بلدانهم بالتطورات الراهنة، وسعيها الحثيث لتوحيد الجهود وحماية المكتسبات في مواجهة الإرهاب، إضافة إلى موقفهم الداعم لأمن ووحدة واستقرار وسلامة اليمن.

البداية من السفير الأمريكي "ستيفن فاجن"، الذي التقى رشاد العليمي وعثمان مجلي وتواصل هاتفياً بالعرادة، أكد في مجمل هذه اللقاءات موقف بلاده الثابت والداعم لوحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، إضافة إلى حرص واشنطن على وحدة مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والتزامها القوي بالشراكة في جهود مكافحة الإرهاب، والتخفيف من معاناة الشعب اليمني، ودعم تطلعاته على المستويات كافة.

سفيرة بريطانيا 

السفيرة البريطانية "عبده شريف"، كانت هي الأخرى نشاطاً في هذا السياق، إذ التقت مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأجرت اتصالاً واحداً مع عضو المجلس سلطان العرادة، كما أنها لتقت في 18 ديسمبر العضو، عبدالله العليمي، في العاصمة السعودية الرياض.

وفي هذه اللقاء، كان لعبدالله العليمي موقفه الأول من الأحداث الأخيرة، وهو اللقاء الذي لم تنشره وكالة الأنباء اليمنية سبأ، كما أن العليمي نفسه لم يشر إليه في حسابه الرسمي في منصة "إكس"، وهو ما عرف عليه في لقاءاته قبل ديسمبر الجاري.

وحدها السفيرة "شريف"، من أشارت إلى أن نقاشها مع العليمي، كان "مثمراً"، وأضافت على صفحتها في "إكس"، "أكدنا مجدداً على أهمية وحدة أراضي اليمن وأمنه واستقراره، وجددتُ تأكيد دعم المملكة المتحدة لحكومة اليمن".

مع رئيس الحكومة 

السفيرة البريطانية، حرصت كذلك إلى الاستماع من رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها "سالم بن بريك"، والذي لم يكن له أي موقف من إجراءات المجلس الانتقالي.

وقالت عن لقائها مع "بن بريك"، "من الواضح أن الحكومة تركز على الخدمات والأمن لليمنيين، رغم السياق الصعب، هدفنا المشترك هو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً"، مشيرة إلى أنها أكدت في اللقاء على أهمية وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه".

السفيرة الفرنسية 

سفيرة جمهورية فرنسا، "كاترين قرم كمون"، التقت مع "رشاد العليمي"، مع آخرين من سفراء الدول الراعية للسلام، إضافة إلى أنه أكدت في اتصال عبر تقنية الاتصال المرئي، مه عضو مجلس اللواء سلطان العرادة، استمرار دعم بلديها لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، ومساندة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب اليمني.

التقت كذلك بعضو المجلس، الشيخ عثمان مجلي، والذي بحثت معه مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في اليمن، وخاصةً في حضرموت والمهرة، وأكدت دعمها لوحدة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وتدعو إلى التهدئة والحوار. كما تجدد التزامها الثابت بوحدة اليمن، وسيادته وسلامة أراضيه. 

استثناء صالح 

ومع أن العضو الثامن في الرئاسي "طارق صالح"، فقد بادر مبكراً بالتواصل مع عيدرس الزبيدي"، عقب سيطرة مليشياته على مدينة سيئون مركز حضرموت الوادي، وهو الاتصال الذي فسر بمثابة التهنئة والموافقة على إجراءاته المقوضة ذهب إلى أبعد من ذلك، في لقاء عسكري، وصف الانتقالي بأنه مكون ومع الشرعية في مواجهة الحوثيين لاستعادة صنعاء.

ويبدو أن موقف صالح المبكر، هو من اسثناه من أي لقاءات مع سفراء الدول الراعية للسلام، والتي تسعى إلى إنهاء الأزمة وإيقاف التصعيد مع حرصها على أن يظل اليمن موحداً كونها تدرك مآلات المزيد من التشظي على الداخل اليمني، كما هو يؤثر على مصالحها في المنطقة.