السياسي الحضرمي عبدالله باوزير يتساءل: هل يطلب رشاد العليمي من الإمارات مغادرة اليمن؟
كتب السياسي الحضرمي عبدالله عمر باوزير مقالًا نشره على حسابه في تويتر بعنوان: "حضرموت.. رشاد العليمي هل يستطيع مطالبة الإمارات بالمغادرة؟"، استعرض فيه المستجدات الأخيرة في حضرموت والتحديات المتعلقة بالوجود الإماراتي في الساحة اليمنية، مسلطاً الضوء على التحركات المحلية والدولية التي أعادت القضية الحضرمية إلى الاهتمام العالمي.
وأشار باوزير إلى أن حضرموت وعلى مدى ما يقارب التسعة أشهر، ومن خلال دعوة زعيم حلف قبائل حضرموت المقدم عمرو بن علي بن حبريش إلى اجتماع موسع في هضبة حضرموت، أعادت القضية اليمنية برمتها إلى واجهة الاهتمام الدولي، ليس فقط على وسائل الإعلام التقليدية مثل الفضائيات الكبرى، بل وعلى صفحات الصحف البارزة في عواصم صنع القرار، بما فيها الغارديان البريطانية، ونيويورك تايمز، والشرق الأوسط، والرياض، وأروقة القرار في واشنطن، باريس، موسكو، القاهرة، ومسقط.
وأكد باوزير أن هذا الاهتمام لم يكن ليحدث لولا تنامي إرادة حضرمية مجتمعية ووطنية، رفضت أي توجهات للتجيير أو التطويع لأهداف غير حضرمية، وهو ما دفع الإمارات، عبر دعمها للانتقالي الجنوبي والميليشيات المسلحة التابعة لها، إلى تحريك قواتها نحو وادي حضرموت، المحاذي للحدود مع المملكة العربية السعودية، الدولة القائدة للتحالف العربي والمحورية دولياً في أي ترتيبات للشرق الأوسط، والمعنية بأمن واستقرار اليمن والمنطقة عبر البحر الأحمر والممرات النفطية والتجارة الدولية.
وأشار باوزير إلى أن هذا التحرك الإماراتي غير المحسوب أدى إلى إعادة وضع قضية حضرموت على الطاولة الدولية، وأكد أن حضرموت اليوم تمتلك إرادة سياسية واجتماعية ووطنية قادرة على إحداث تحولات سياسية وجبهوية قتالية، بما يحقق مطالب الإقليم بالحكم الذاتي الذي يتجاوز حدود المحافظة، لتصبح الإقليم الحضري كإقليم قائد يتمتع بمقومات الدولة، الأكبر جغرافياً بعد المملكة العربية السعودية، وضمن مجالها الحيوي الأهم أمنياً وجغرافياً واقتصادياً.
وأوضح باوزير أن المملكة العربية السعودية لم تتأخر في اتخاذ موقف، حيث بادرت للمطالبة بانسحاب القوات إلى خارج حضرموت والمهرة، مع إبقاء ملف شبوة وسقطرى للمرحلة المقبلة، حرصاً على ما تبقى من مظاهر تماسك التحالف العربي، متسائلاً في الوقت ذاته عن دور الشرعية اليمنية، وماذا سيكون موقف رئيس مجلس الرئاسة القيادي رشاد العليمي لو طلب من الإمارات المغادرة بالكامل من الساحة اليمنية، بما يشمل حضورها ودورها، وليس مجرد سحب ميليشيات الانتقالي من حضرموت.
وشدد باوزير على أن مثل هذا الطلب له مبررات قوية، خصوصاً في ظل الوضع الذي تسببت فيه الإمارات كعضو أساسي في التحالف العربي لاستعادة الشرعية، والذي تأسس بناء على طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ومن خلال تدخل السعودية لإنقاذ اليمن عشية مؤتمر شرم الشيخ بعد انقلاب الحوثيين، ضمن قرارات دولية مثل قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر في أبريل 2015، التي لعبت الدبلوماسية السعودية دوراً كبيراً في صدورها.
وأشار باوزير إلى أن التصرفات الإماراتية الأخيرة تمثل خروجاً واضحاً عن مهام التحالف العربي وقرارات الأمم المتحدة، وهو ما يجعل من الضروري للشرعية اليمنية استعادة المبادرة ووضع الأمور على مساراتها الصحيحة، مع الحفاظ على العلاقات الأخوية مع الإمارات لتصحيح الوضع وليس لمزيد من التوترات.
واختتم عبدالله باوزير مقاله بالتساؤل حول ما إذا كانت القيادة اليمنية ستتخذ موقفاً جريئاً يضمن حق حضرموت بالحكم الذاتي، ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم، مؤكداً أن الإجابة على هذا التساؤل ممكنة رغم التحديات والصعوبات القائمة.