"أبو علي الحضرمي".. أحد ثعابين إيران تصدّره الإمارات إلى تحدي السعودية شرقي اليمن
ظهر "صالح علي حسين بن طالب الشيخ أبو بكر"، المعروف بـ (أبو علي الحضرمي)، متصدراً للمشهد في محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، عقب اجتياحها من مليشيا المجلس الانتقالي بدعم إماراتي كبير، موزعاً الاتهامات ومتوعداً بمزيد من القمع في المحافظة، مما ينذر بقادم سيء عليها في جانبها الأمني.
وفي جمع أمام عدد من مشائخ وأعيان وادي حضرموت، بمدينة سيئون، تكلم "أبو علي الحضرمي"، قرابة 20 دقيقة، أمس الأول، رغم ماضيه المرتبط بإيران، متحدثاً بزهو عن غزو حضرموت، وأن ما حصل هو استعادة لوضع ما قبل 1994، في تكريس واضح للانفصال وإبراز للصوت الواحد، إضافة إلى تحدي للسعودية باعتباره رجل الإمارات.
ما يؤكد ذلك أن ما قاله "الحضرمي"، تناقلته وسائل إعلام "الانتقالي"، على نحو واسع، في تسويق، وكأنه "بيان انتصار"، ومحددات للمرحلة المقبلة التي تنتظرها حضرموت، التي أعد لها سيناريو خاص، يستند إلى مساعي الإمارات للسيطرة على المحافظة لاعتبارات عدة ضمن مشروعها التوسعي والمنافس للسعودية.
خطاب الحضرمي، الذي أنشئت له قوات خاصة ضاربة ومدججة، بمختلف أنواع الأسلحة، ومطعمة بكتائب من "الضالع ويافع وردفان"، وسميت بـ "الدعم الأمني"، وتم الإعلان عنها في أغسطس الماضي، بدا أكثر مناطقية، مشدداً على منع تواجد أي مسؤولين أو موظفين من خارج المحافظة يعملون في سيئون.
وفوق ذلك شدد الرجل على ضرورة أن تكون "حضرموت"، خالية من السلاح، مشيراً إلى أن الأسلحة دخيلة على المجتمع الحضرمي ولم تكن موجودة قبل 1990، مفصحاً عن تشكيل "شرطة مجتمعية" في توجه لإحكام القبضة الأمنية ومنع أي معارضة في القادم.
وعن ما قامت به مليشيا "الانتقالي" من سيطرة وانتشار، زعم "أبو علي الحضرمي"، أن تلك المليشيا عادت إلى أماكنها والتي كان يتواجد فيها جيش جمهورية اليمن قبل العام 1990، في إشارة إلى أن ما حصل هو إعادة سيطرة على جغرافيا الجنوب.
وفي هذا الصدد، أطلق على "المنطقة العسكرية الأولى"، بأنها منطقة مبادة ومنحلة، في تأكيد على ما قامت به مليشيا المجلس من جرائم حرب، متوعداً في الوقت نفسه منتسبي المنطقة الذين في منازلهم، كما أنه شن هجوماً على عدد من الأطراف في الشرعية ومنهم حزب الإصلاح.
ذريعة الإصلاح
الكاتب والمحلل السياسي "ياسين التميمي" في تدوينة على منصة "فيسبوك" رصدها "الهدهد" تناول هذه الجزئية في خطاب " أبي علي الحضرمي"، مشيراً إلى ان حزب الإصلاح تحوّل إلى هدف عسكري وأمني لغزوة حضرموت.
التميمي أكد أن شخصية "الحضرمي"، العدوانية تشكّلت في بيئة عقائدية وسياسية وعسكرية، هي خليط من تقاطع واضح للنفوذ والأدوار الإقليمية الشريرة على الأرض اليمنية، والتي نقلته من اليمن إلى بيروت وطهران ثم أبوظبي، وتمحورت حول هدف تجريف الأسس الصلبة للهوية اليمنية العابرة للانتماءات الأيديولوجية، والمناهِضة للمشاريع الديكتاتورية.
وقال عن خطابه، بأنه لم يتحدث بسوء عن الحوثة، لأن ما يجمعه بهم لا يخفى على أحد، ولم يتحدث عن المؤتمر الشعبي العام، الذي قاد الدولة وأدار الحروب مع الحزب الاشتراكي اليمني، وأنتج صيغة ما بعد صيف 1994 الشمولية العائلية في حكم اليمن.
وأضاف: "وكان تركيزه، بدلاً من ذلك، على الإصلاح، على نحو يعكس خلفيته السلالية والعقائدية، وبنيته الأمنية الاستخبارية، التي تترجم بشكل واضح لا لبس فيه سياسات وتوجهات أبوظبي العدائية تجاه اليمن، والتي جمعت شذاذ الآفاق في هذه الحرب العدوانية التشطيرية التي تتذرع دوما وأبداً بمحاربة الاخوان المسلمين".
ماضٍ أسود
ارتبط اسمه في اختطاف القنصل السعودي في العام 2012، وتسليمه لتنظيم القاعدة. وكان هو أحد الأسباب لإقالته من منصب مستشار محافظ عدن عيدروس الزبيدي في 2016، إلا إنه ظل متوارياً عن الأنظار حتى عودته إلى حضرموت على رأس قوات الدعم الأمني، المدعومة من الإمارات.
وفي ماضيه كذلك كانت الضاحية الجنوبية لبيروت والتي جمعته والزبيدي قبل العام 2011، وهو الأمر الذي أهله لدى الإمارات، لإنجاز مهمة حضرموت بتوصية أو إيعاز من الزبيدي نفسه، كما عرف بعلاقاته مع إيران وأذرعها كالحوثيين، وكان ضمن حركة "حتم" (حق تقرير المصير) التي أسسها مع الزبيدي عام 1996 من جهة أخرى، حيث تولى أمانتها العامة، وجنّد مقاتلين نقلهم إلى صعدة للمشاركة في برامج تدريبية ضمن مشروع سياسي–عسكري يتجاوز حدود الجنوب.