مركز بحثي: ما يحصل في “الساحل الغربي” من تنمية “سلوك ممنهج” لفرض “طارق صالح” على تعز

2025-12-12 18:04 الهدهد - خاص
مطار المخأ
مطار المخأ

أفادت ورقة بحثية جديدة بأن ما يحصل في مناطق الساحل الغربي، من بناء المطارات، وتطوير مجالات التنمية، سلوك ممنهج ممن يقفون وراءه، بهدف خَلْق حالة من الالتفاف الشعبي حول "طارق صالح"، بما يُبقيه في صدارة المشهد السياسي.

الورقة البحثية، التي أصدرها مركز المخا للدراسات الإستراتيجية، وحملت عنوان "الاستحداثات العسكرية في المدن والجزر اليمنية بالبحر الأحمر:ارتداداتها المحلية والمخاوف الإقليمية"،  بيّنت أنه في مقابل استحداث تلك المطارات وإيجاد تنمية في الساحل الغربي، يجري عزلَ تعز وإضعاف سلطاتها، وقواتها، من الجيش والشرطة والمقاومة الشعبية.

وأشارت إلى أن ذلك يأتي تمهيدًا لاحتواء تعز، بأي طريقة، من قِبل قوات المقاومة الوطنية الخاضة لطارق صالح. وليس ببعيد عن هذا النهج افعتال التوترات في تعز، واستغلال الإخفاقات الأمنية فيها، للتمهيد لهذا الاحتواء.

وذكرت أنه لوحظ عقب استكمال بناء مطار مدينة المخا، والتطوّر الخدمي في المدينة وأريافها، شدَّ أنظار المواطنين إلى "طارق صالح"، ومقارنة نشاطه القيادي ببقية أعضاء المجلس الذين يواجهون انتقادات شديدة إزاء جمودهم وغيابهم خارج البلاد.

وطبقاً للدراسة، يمثِّل هذا الوضع للمجلس الانتقالي كذلك، إحدى نقاط القوة الداعمة لمشروعه الانفصالي، فيما تُضاعِف المرافق العسكرية والإستراتيجية المستحدثة من نقاط هذه القوة، وتوظَّف في فرض إرادته الانفصالية.

وأكدت أنَّ استحداث هذه المطارات غرضُها الأول الاستخدام العسكري، لا سيَّما أنَّ المتمرّدين الحوثيين ما يزالون هدفًا رئيسًا وإستراتيجيًّا للحكومة ولبعضٍ من شركائها الدّوليين، حتى وإن بَدَا هذا الغرض مؤجلًا. 

وقالت: "والحال ذاتها بالنسبة إلى نوايا الحوثيين أنفسهم تجاه كلِّ هؤلاء، في ظل النمو السريع والمفاجئ للمطارات، والبُنى الهندسية العسكرية، وشبكة الطرقات، والاستعدادات القتالية في الساحل، التي تمثِّل، مُجتمِعةً، عوامل محفِّزة لاستئناف الصراع".

خارجياً مثَّلت العسكرة الحاصلة للجُزُر مدعاةً لاستفزاز بعضٍ من دول الإقليم، والشعور بأنها قد تجرُّ المنطقة كلها نحو مزيد من الهشاشة الأمنية، واختلال التوازنات الجيوسياسية.

وفي السياق، جاءت التصريحات الأخيرة للرئيس الإرتري أسياس أفورقي، أثناء زيارته القاهرة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، التي أبدى فيها قلقه إزاء العسكرة الأجنبية للبحر الأحمر، بوصفها مدخلًا للفوضى وانعدام الأمن والاستقرار، وأن تدخُّل دولٍ من خارج الإقليم من شأنه إعاقة جهود التعاون الأمني بين الدول المشاطئة.

الورقة كانت قد استعرضت ظروف نشأة هذه المطارات والمهابط، مشيرة إلى "الإمارات" سارعت إلى اختيار مناطق حيوية لتمركز المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة عيدروس الزُّبَيدي، والمقاومة الوطنية، بقيادة طارق صالح، لافتة إلى أن تمركزهما، فرض سيطرتها الكاملة على حزمة من القيم الجيوسياسية، الطبيعية والاصطناعية.

ولفتت إلى أن التشكيلات المهيمنة على هذه المطارات لها أجندات سياسية محلية، تحاول فرضها على كيانات منافسة لها في الحكومة اليمنية من جهة، وعلى المتمرّدين الحوثيين من جهة أخرى، بوصفهم العدو الأول.

وأشارت إلى إمكانية استفادة الولايات المتحدة، لهذه المطارات والجُزُر، وكذلك إسرائيل، التي تسعى للحصول على موطئ قدم جنوبي البحر الأحمر، لاعتراض تهديدات إيران وحلفائها الحوثيين؛ فإنها قد تُمكَّن من استخدام هذه المرافق لهذا الشأن. 

وبيّنت أن هذا التصور قد يصبح واقعيًّا عبر أي مزاد سياسي مستقبلي، بالنظر إلى التصريح المتلفز لرئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، قبل بضع سنوات، الذي أبدى فيه استعداده للتطبيع الكامل مع إسرائيل، حال تحقّق فصل جنوب اليمن عن شماله.

وخلصت الدراسة، إلى أن سلسلة الاستحداثات العسكرية، في المدن الساحلية والجُزر اليمنية تجلّت عن نوايا عسكرية معاصرة ومستقبلية، داخلية وخارجية، وانطوى ذلك على أهداف جيوسياسية وسياسية تتقاسمها هذه الكيانات مع مموّليها وأصدقائها الإقليميين والدّوليين. 

وأوضحت أن هذه الاستحداثات، لن يَغُض المتمرّدون الحوثيون الطرف عنها، وقد تقود إلى عنف محدود، مكانًا وزمانًا، يكونون المبادرون إليه. فيما تجلَّت مخاوف دول الإقليم في الموقف الواضح لإرتريا، التي عدَّت إنشاء القواعد العسكرية في البحر الأحمر تهديدًا للدول المشاطئة.