هروب صامت لقيادات حوثية من صنعاء.. ما الذي تخشاه الجماعة؟ (خاص)

كشفت مصادر خاصة لـ"منصة الهدهد" أن عدداً من القيادات التابعة لمليشيات الحوثي انتقلت خلال الأيام الماضية إلى السكن خارج الأحياء المعروفة داخل أمانة العاصمة، ولجأت إلى مناطق سكنية مجاورة لا يعرف السكان فيها هوياتهم.

وبحسب المصادر، تعمل تلك القيادات على تجهيز مخابئ وخنادق داخل بعض المنازل التي استولت عليها الجماعة، خصوصاً بيوت مسؤولين في الحكومة الشرعية ممن غادروا المدينة سابقاً.

وبحسب تحليلات أمنية، فإن هذه التحركات تعكس تصاعد المخاوف لدى القيادات الحوثية من اختراق أمني أو عمليات استهداف دقيقة قد تطال مواقع حساسة داخل صنعاء. وتشير هذه التحركات إلى أن الجماعة تعمل على توزيع قياداتها ومخزونها من الأسلحة في أماكن غير مكشوفة، لتقليل مخاطر الضربات النوعية أو أي تصعيد مفاجئ.

تعيش الجماعة الحوثية حالة من الارتباك والذعر في أعقاب الضربة الإسرائيلية التي أودت برئيس حكومتها الانقلابية أحمد الرهوي وتسعة من وزرائه، وسط أنباء عن فرار جماعي لكبار قياداتها السياسية والعسكرية من العاصمة المختطفة صنعاء باتجاه مخابئ محصَّنة في صعدة وعمران، ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها.

ويرى مراقبون أن هذا السلوك يتجاوز مجرد الاحتياطات الروتينية، إذ يعكس تراجع الثقة داخل الدائرة الأمنية للحوثيين واحتمال تلقّيهم معلومات عن تهديدات داخلية أو خارجية، الأمر الذي يدفعهم لإعادة تموضع مبكر وتأمين مراكز بديلة لإدارة العمليات.

وكانت منصة "الهدهد" قد كشفت الأيام الماضية، عن قيام مليشيات الحوثي بعملية تفريغ واسعة لمحتويات مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية، ونقل كميات كبيرة من الخردوات والمعدات الحساسة إلى محافظة صعدة، في خطوة تشير – وفق خبراء – إلى حالة ارتباك أمني وخشية من استهداف جوي محتمل بعد سلسلة اختراقات أمنية طالت منظومتها العسكرية.

كما قامت بنقل سيرفرات شركة الاتصالات اليمنية (تيليمِن)، إضافة إلى سيرفرات المنظمة الدولية للطيران (ICAO) من صنعاء إلى صعدة.

وتشير التقديرات إلى أن الجماعة أصبحت تدرك هشاشة بنيتها العسكرية في صنعاء، وتخشى فقدان السيطرة على معدات وصواريخ وطائرات مسيّرة تمثل عماد قوتها الهجومية. ولذلك اتجهت لنقل كل ما يمكن أن يشكل قيمة استراتيجية إلى صعدة، التي تعتبرها الجماعة "المعقل الأكثر أمانًا".